لم تصبح عقدتي سامقة وواجلة بعد أن رأيتُ تلك اللآلئ المكنونة وهي متناثرة بين ومضات وأنياء نكس الطفولة، فبعد أن أدركت أن المباسم والمياسم تهول عظمتها عن ترك المحاسم، كانت من البوادر والخواطر أن أرى نفسي فُجاءةً أُحاول أن أُرجع هيبة تلك الأوراق، وأصنع بريقها مرةً أخرى، وهـا أنا ذا وقلبي يُداعب زلـَّة الجـروح وشفَّ النوى وقبوة الأحلام وخبوة الألـوان ومحاسنها، بل وأواجه الكروب ما جل وعظم منها حتى استقيم وأشرعُ في بناء تلك اللحظة الحاسمة التي تكون آخر وهلـةٍ لإعادة مجد الكتاب الذي لايسقط عرشُهُ ومِدادُهُ  وأجزاءُهُ وحروفُهُ وصيحاتهِ، وأشـرعُ حقيقةً وصدقاً، أنّ أبني من معروف السنين واليمين صنائع الكتاب التي لطالما لـم أتمنى أن تثكل حقها في اليأس من رؤيـة دُرها يتناثـر كأنه لا قيمة له ولا شأن، فعبقهُ سارح كـأن التاريخ أمـر بإحراقه، أيـن أنت يـا أخي الكريم بصوت الربيع ونفحـة الشذى وسقطة الندى لترى ماذا يعني إعادة ترتيب صفحات الكتاب كما كانت على عهدها في التليد بين حَفر الشجر ونحت الحجر ودموغ جلد الإبل والبقر ، فلا تدّورها في طيـه بإزدواجية مخمورة تشد غيظة القارئ والزمان وتفعم صحوة البؤس بسجيةٍ نرى نحن أنها انتقام، أخي لا يشدُك الوقت نحوهُ، وتزهو لنفسك مستعمِراً زمن النثرِ والبثرِ، فحاول أن تتنفس جيداً في المـاء لتعرف ماذا نـزل من السماء، فالماء واجد وماجد وباعد عنك إذا أتّكلت بغير ما أراد ذلك الكتاب، أخي مهما تغيرت أرقام تلك الصفحات، فلن يشوبها لحمٌ نيء وراكد غيء ولن يخلط بريقها توهج الظُلم السوداء،ولن يعتريها غموض التفسير في حابلٍ ونابل ومُسبلٍ وحافل وناشطٍ وذابل، فإن اللبس لا يذود ولا يجود ولا لشر الأمر عن حيده يعود ولا الثريا فيه شاهدةٌ كي تسود ولهول جفونها تقود، لكـن تذّكر فقط أن هنـاك ومضات لا يُثمنُها إلا من يقرأ عينيك قبل صفاحاتك وجفنيك قبل مسوداتك؛ لذلـك لا تأيس فلن يقـرأ إلا من يحرقه قلبه على تناثر تلك الأوراق .    ✍🏻/تـامـر التـويـج.