یلعب المخزون دوراً مھماً وكبیراً في حجم التكالیف الكلیة للإنتاج والمنتج وغالباً ما یشكل ما نسبته (%50) من إجمالي التكالیف في المنشآت الصناعیة و(70%) من كلفة المبیعات في المنشآت التجاریة، لذلك تسعى الشركات إلى تخفیض ھذا البند إلى أدنى مستویاته من خلال إتباع الطرق والوسائل التي من شأنھا تحقیق ھذا الغرض وكانت احد ھذه الوسائل ھي تقنیة الإنتاج في الوقت المحدد Just-In-Time حیث كانت الیابان وأمریكا من أوائل الدول التي خطت خطوات عملیة في مجال استخدام ھذه الطریقة ونجحت في تحقیق میزات كبیرة في مجال تخفیض كلف المخزون .
تقنیة (JIT) المفھوم والاھمیة
تعد النظم الیدویة الوسیلة الإنتاجیة الوحیدة التي كانت سائدة في العالم منذ بدایة الثورة الصناعیة عام 1870م إذ كانت العمالة المباشرة تلعب دوراً رئیسیاً في تحدید كلف المنتجات .
وبتقدم التكنولوجیا استطاعت بعض الشركات من الاستفادة منھا من خلال زیادة فعالیة العامل إلى درجة كبیرة ورفع طاقتها الإنتاجیة إلى مستویات أعلى من خلال استخدام المكننة الثابتة والآلات والمكائن الحدیثة المتطورة التي أدت بعد ذلك إلى تطور الإنتاجیة ، الأمر الذي أدى إلى تخفیض كلفة الوحدة المنتجة، واستمرت ھذه الحالة إلى فترة الستینیات من القرن الماضي حیث بدأ الكساد الاقتصادي في العالم وأخذت الأیدي العاملة تطالب بتحسین أوضاعھا الاجتماعیة وخاصة بعد ظھور نقابات العمال من رفع الأجور وتحسین ظروف العمل، ولذلك أخذت الشركات تتجھ باتجاه تقلیل دور العمال من خلال الاعتماد على التكنولوجیا الحدیثة .لقد استخدمت تقنیة الكمیة الاقتصادیة للطلب (EOQ) (Economic OrderQuantity ) التي استندت إلى تحدید الحجم الأمثل للإنتاج والاحتفاظ بكمیة مناسبة من المخزون كحد أمان لا یمكن تجاھله.
وفي بدایة السبعینات من القرن الماضي ظھرت نظم التصنیع المرنة (FMS)(Flexible Manufacturing Systems التي تعتمد على الحاسبات الآلیة وتجمیع بعض المكونات الخاصة بالأجھزة ذات الحساسیة العالیة المرتفعة والتي تحتاج الى دقة عالیة ثم جاءت بعد ذلك نظم تخطیط الاحتیاجات الصناعیة إذ حصل من خلالھا التوسع في استخدامھا لتشمل تخطیط جمیع موارد الشركة ،وقد ظھر ھذا النوع لكي یتلاءم مع الصناعات الأكثر تعقیداً ، الأمر الذي أدى إلى تحقیق مزایا تنافسیة عالیة من خلال تخفیض التكلفة وتحسین مستوى الجودة وتخفیضالوقت الخاص بانجاز المنتج )Throughput Time (وكانت من أھم التطورات الإنتاجیة التي لحقت ببیئة التصنیع الحدیثة ھو ظھور تقنیة الإنتاج في الوقت المحدد(JIT) .
تعتبر تقنیة (JIT) بمثابة ثورة ھائلة في الرقابة على المخزون بأنواعه الثلاث )مواد خام ، مواد نصف مصنعة ، منتج تام (، وتعني ھذه التقنیة ضبط الالتزام بالوقت المحدد أو تخفیض الوقت بصفة مستمرة أو عدم وجود فترة زمنیة تفصل بین تاریخ إصدار أوامر الشراء وتاریخ استلام المواد من المجھزین )مرحلة ما قبل الإنتاج ( أو ما تسمى بفترة التجھیز، أو بین تخفیض الوقت بین تاریخ إتمام الإنتاج وتاریخ تسلیم المنتجات التامة إلى الزبائن أو ما تسمى بفترة التسلیم أي بمعنى آخر ھو تقلیل أو منع فترات الانتظار ، الأمر الذي یؤدي بدوره إلى تخفیض التكالیف ، كما تعني ھذه التقنیة
JIT) ) أن المشتریات من المواد الخام والأجزاء نصف المصنعة یتعین ان تصل الى المصنع في وقت الإنتاج بالضبط وغالبا ما تكون خلال ساعات قلیلة من طلبھا ووضعھا في الجدول الزمني، فضلا عن استخدام تلك التقنیة عند استكمال العملیة الإنتاجیة وفور الانتھاء من عملیة الإنتاج عن طریق شحن ونقل الإنتاج التام والمباع إلى الزبائن دون الحاجة إلى أیة عملیات تخزینیة أي إلغاء فترات الانتظار في مرحلة ما قبل الإنتاج وما بعدھا ولكن كیف یمكن للشركات ان تتحاشى نقص المواد الخام والمواد نصف المصنعة عند مراحل الإنتاج المختلفة ؟في إطار ھذه التقنیة یتدفق الإنتاج الذي یوصف بمدخل الجذب (( PULL للمنتجات المصنعة حیث ترسل كمیة الانتاج ضمن المرحلة بناءً على طلب المرحلة اللاحقة بكمیة المواد المطلوبة بالضبط لتجمیع المنتجات خلال الساعات القلیلة القادمة، وھذا المقدار من المواد فقط ھو الذي یتم توفیره بنفس المرحلة حیث یتم المحافظة على تدفق وانسیاب المواد بسھولة وبدون مخزون عند أیة مرحلة من مراحل الانتاج ومن ثم تتجاوب كل مراحل الإنتاج مع الجذب الذي تحدثھ مرحلة الإنتاج الأخیرة والتي تتجاوب بدورھا مع طلبات الزبائن .ولا یمكن لأي عامل في ھذا النظام إنتاج أي شيء في أي مكان ولأي شخص إلا إذا طلب ذلك من قبل جھة تالیة علیھ في خط الإنتاج فالمخزون شر لابد تفادیه ، في حین أن المنھج المستخدم في النظم التقلیدیة ھو منھج الدفع PUSH))
تلك المرحلة على استعداد لاستلامھ أم لا وتكون النتیجة زیادة غیر مطلوبة في المخزون من المنتجات غیر التامة عند ھذه المرحلة وقد یحدث ان لا یتم استخدام ھذا المخزون لأیام وربما لأسابیع ، الأمر الذي یؤدي إلى تجمید جزء من رأس المال وعدم كفاءة عملیات التشغیل من خلال تكدس الزیادات في المخزون ھنا وھنالك.
وقد حددت ثلاثة متطلبات رئیسیة للعمل بتقنیة الإنتاج في الوقت المحدد ھي :
1. استبعاد كل نشاط لا یؤدي إلى زیادة القیمة المضافة للمنتج أو الخدمة الالتزام بمستوى عالي من الجودة وبكافة أوجھ أنشطة الشركة
2. الالتزام بالتحسین المستمر في كل أنشطة الشركة أو الوحدة الإقتصادية
كما یرى Ohno)) أن نظام الإنتاج في الوقت المحدد ھو نظام للحصول على جزء معین في الوقت المحدد وبالكمیة المناسبة الناتجة عن تجمیع معین في وقت محدد .وقد نشرت مجلة (Purchasing) الأمریكیة تعریفاً لھذه لتقنیة ((JIT على أنھا تجمیع الیوم لاستخدام غداً .
كما یرى البعض أن ھذه التقنیة لیست أداة للتحدید السریع لصنع غیر فعال فحسب بل ھي أكثر من ذلك فھي فلسفة للصنع وفلسفة لإزالة الھدر في عملیة الصنع والإنتاج .في حین یرى (Edward D.Hag) ان نظام الانتاج في الوقت المحدد یمثل أسلوب تصنیع متكامل أو نظام یمثل إنتاج وتسلیم سلعة تامة الصنع في الوقت المحدد لتباع حیث یتم تجمیع المواد الأولیة والأجزاء نصف المصنعة لتشكیلھا مرة أخرى بشكلھا النھائي ، وتركز أهداف النظام (JIT) بمايلي.
1) النوعية الاجمالية Total Quality تعني تحقیق النوعیة بالدورة الإنتاجیة بشكل كامل من مرحلة التخطیط للإنتاج والتصمیم ثم جدولة الطلب إلى شحن الأجزاء التامة
2) التوزیع Distribution یمثل الكمیة الموزعة واللازمة شحنھا وتسلیمھا في الوقت المناسب وان الحاجة المتأخرة وان كانت قلیلة سوف تقود إلى تأخیرات وان الحاجات الكثیرة جداً والمبكرة تقود إلى حالات سلیمة وصحیحة
3) الكمیات Quantities یتعین ان تكون كمیة الإنتاج المتحققة بحجم الطلب أو التجھیز المقدرة كوجبات صغیرة بما لا یخلق مشاكل مخزنیة أو تكدسھا أو تأخر وصولھا لاماكن الاستفادة منھ
4) الكلفة الإجمالیة Total Cost ان العبرة لیس في تحدید فلسفة المنتج بل العمل على تخفیض تكالیف المنتج النھائي أو الخدمات المقدمة وھذا ما یجب المشاركة فیھ من خلال سلسلة طویلة من التعاملات تضم الشركة والمجھز والمنتج والعاملین
5) العلاقة مع المجھز RelationshipswithSupplies إن إنشاء العلاقة بین المجھز والزبون مبنیة على أساس الثقة المبادلة وھي مسألة في غایة الأھمیة ومطلوبة لانجاز جمیع الأھداف المرسومة.
الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS