تُعرّف المرونة بأنها
قدرة النظام على الحفاظ على الوظائف والعمليات الرئيسية في مواجهة الضغوط ،أو
الضغوط من خلال المقاومة ثم الاستعادة أو التكيف مع التغيير.
يمكن تطبيقها على النظم
الاجتماعية.
تشتمل المرونة على
ثلاثة مكونات:
١- مقاومة
٢- الانتعاش
٣- التحول.
تشير المقاومة إلى
القدرة على امتصاص التأثيرات أو مقاومتها ، ويشير الاسترداد إلى القدرة على
التعافي منها.
التحول يشير إلى
التغيرات التي تؤثر على وظيفة النظام الاجتماعي البيئي.
يقع مفهوم التحول في
طليعة النقاشات حول الاستجابات لتغير المناخ.
لقد تم الاعتراف بأنه
عنصر رئيسي في المرونة استجابة لحاجة البشر إلى تطوير حلول للتحديات الاجتماعية
الملحة ، وهو يعترف بالدور النشط الذي يلعبه البشر في تشكيل مستقبلهم.
التحول عملية معقدة
تنطوي على تغييرات على المستويات الشخصية والثقافية والتنظيمية والمؤسسية والنظام.
وتطور مفهوم المرونة من
تعريف بيئي ، يؤكد على استمرار بنية النظام البيئي ووظيفته في عالم متغير ، إلى
التركيز على قدرة النظم الاجتماعية البيئية المقترنة على التكيف. في الآونة
الأخيرة ، يشمل مفهوم المرونة قدرة المجتمع على التحول في مواجهة التغيير العالمي.
لذلك ، تشير المرونة
إلى قدرة النظام على الاستمرار في حالته الحالية من الأداء أثناء مواجهة الاضطراب
والتغيير ، والتكيف مع التحديات المستقبلية ، والتحول بطرق تعزز عمله.
وتعرّف المرونة أيضاً
بأنّها قدرة نظام معين
على التكيّف والاستجابة لتحديات معينة مثل قدرة المجتمع على توقع التحديات التي
سوف يتعرض لها، ومن ثم التكيّف معها بنجاح، ومع تزايد الضغوطات في المجتمع سواء
كانت من الناحية الاجتماعية أو من الناحية المادية أو غيرها من الأمور الحياتية،
فقد أصبحت المرونة أمراً لازماً لا مفر منه، بالنسبة للفرد او المجتمع على حد سواء.
كما بدأت المؤسسات والمنظمات تنادي بأهمية
المرونة للتعامل مع الأوضاع المستجدّة، ويشمل مصطلح المرونة العديد من الجوانب،
فهناك المرونة العقلية، وهناك المرونة النفسية، والمرونة فيما يتعلق باللياقة
البدنيّة، وغيرها.
المرونة النفسية
تُعتبر المرونة النفسية فرعاً من فروع علم النفس
المعاصر، وتعكس تفاعل المرء الإيجابي مع ما يتعرض له من متاعب وصدمات في حياته،
وتشمل المرونة النفسية التعامل مع بُعدين يتمثل أحدهما في حالة الخطر أو الصعوبات
وتعرض الفرد لتهديد معين.
فيما يتمثل الآخر بالتكيّف ومواجهة الحادث
بطريقة إيجابية بالرغم مما قد تحدثه من تأثيرات سلبية على نفسيته، ومن الجدير
بالذكر أنّ علماء النفس لا يتعاملون مع المرونة النفسيّة على أنّها سلوك فردي
وطابع يميزه بل كعمليّة يمكن تعديلها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص ذوي المرونة
النفسية يتعاملون مع الضغوطات باعتبارها تحديات تستحق اكتسابها والتعلم منها.
يتمتع الأشخاص ذوو
المرونة النفسية بالعديد من الصفات، ومنها ما يلي:
*تقبل النقد والتعلم من
الأخطاء: إذ يمتلكون قدرة على التعلم من أخطائهم، ويسمعون نصائح غيرهم
وملاحظاتهم، ويحققون الفائدة من جميع الانتقادات أياً كان مصدرها، لما يدركونه من
أنّ الإنسان بطبعة خطّاء وقد يخطئ دون أن يعلم.
*اتخاذ القرار المناسب: وذلك نتيجة لشعورهم
بالمسؤولية التي تدفعهم لدراسة المواقف جيداً، ومن ثم اتخاذ القرار الملائم دون أي
تردد.
*روح الدعابة: إذ يتميزون بشخصيّة
قادرة على نشر الفرح وإدخال السعادة إلى نفوس المحيطين من حولهم مما يضفي بُعداً
إيجابياً على حياتهم.
*الاستقلال: فهم يتكيفون من أنفسهم
ويعرفون ما لهم وما عليهم، ويوازنون بين ذاتهم والأفراد المحيطين بهم، والجدير
بالذكر أنهم لا يتساهلون في قرارهم في مواجهة الأحداث.
*تكوين العلاقات: لما لديهم من قدرة على
التعامل الاجتماعي والعقلي والنفسي من المحيطين بهم، وتكوين العلاقات الصحيحة
والسليمة.
*التسامح: وذلك لقدرة المرونة
النفسية على منح أصحابها كلاً من ترك المكابرة والإصرار على الخطأ، وجعلهم أكثر
قدرة على الاعتذار عن أخطائهم.
ما هي المرونة
التنظيمية؟
المرونة التنظيمية
هي "قدرة المؤسسة
على توقّع التغيير المتنامي وحالات التعطيل المفاجئة والاستعداد لها والاستجابة
إليها والتكيّف معها من أجل بقائها وازدهارها."
وتتجاوز إدارة المخاطر
لتتضمن نظرةً أكثر شمولاً لصحة الأعمال ونجاحها.
ليست المؤسسة المرنة
مجرّد مؤسسة تحافظ على بقائها على المدى الطويل، بل وتزدهر - باجتيازها لاختبار
الزمن.
المرونة التنظيمية هي حاجة استراتيجية
إلزامية للمؤسسة لتحقق ازدهارها في عالم اليوم المترابط والمتغيّر باستمرار.
وليست المرونة
التنظيمية عملاً نقوم به لمرّة واحدة، بل هي قدرةٌ تتحقق بمرور الزمن وعلى المدى
الطويل.
تتطلّب إجادة المرونة
التنظيمية تبّني العادات الممتازة وأفضل الممارسات السليمة لتحقيق التحسّن في
الأعمال من خلال تنمية الكفاءات القدرات في سائر جوانب المؤسسة.
ويسمح ذلك للقادة
باتخاذ مجازفات مدروسة بكل ثقة، ويستفيدون من الفُرص التي تمثّلهم على أفضل وجه.
كيف تبدو المؤسسة
المرنة؟ وكيف تحقق الاستفادة؟
تُظهر المؤسسة المرنة
خصالاً رئيسية في الطريقة التي تعمل بها: فهي قادرة على التكيّف مع قيادةٍ خفيفة
الحركة تُدير العمل بأسلوب حوكمة قوي.
تستفيد المؤسسة المرنة
مما يلي:
قابلية التكيّف
الاستراتيجي - وتمنحها القدرة على التعامل مع الظروف المتغيّرة بنجاح، وحتى إذا
كان ذلك يعني الابتعاد عن صلب أعمالها.
القيادة خفيفة الحركة -
تسمح لها باتخاذ المخاطر المدروسة بكل ثقة والاستجابة سريعاً وعلى نحو ملائم تجاه
الفُرص والتهديدات على حد سواء.
العناصر الأساسية
الثلاثة للمرونة التنظيمية:
١- تميّز المُنتج
٢- الثقة في عمليات
التشغيل
٣- سلوكيات الأفراد
نطاقات وظيفية ثلاثة
للمرونة الوظيفية تُساعد في إطلاق القدرات داخل المؤسسات:
١- المرونة التشغيلية
٢- مرونة سلسلة التوريد
٣- مرونة المعلومات
صفحة الإدارة_علم_وفن
الدكتور محمد طاهر صالح - دكتور جامعي حاصل على الدكتوراه في مجال إدارة الاعمال والتسويق من جامعة قناة السويس . مصر - مستشار دولي في مجال الاستيراد والتصدير من معهد منظمة التجارة العالمية - مستشار تحكيم دولي في مجال منازعات الاستثمار وحقوق الملكية الفكرية من جامعة القاهرة . مصر - عضو المستشارين العرب والدوليين في مجال عقود الملكية الفكرية والمنازعات المصرفية من المعهد الامريكي للتدريب والتنمية في مصر - خبير في إعداد درسات الجدوى وإدارة وتقييم المشاريع - خبير في مجال التحليل الاحصائي عبر برنامج SPSS