الابتكار في المنظمات واشكاله (الابتكار التنظيمي)
الابتكار في المنظمات (Organizational Innovation):
ونقصد بالابتكار في المنظمات هو« الابتكار الذي تنتجه منظمة ما وليس فرد محدد، فقد أصبحت الاختراعات والابتكارات منتج أساسي للمنظمة المعاصرة التي تحتاج أن تستمر في النمو»، إن هذا التعريف بأن الابتكار في المنظمات يكون على مستوى المنظمة, حيث أن الابتكارات لا تعتمد على جهد فرد واحد أو حتى عدداً من الأفراد، بل نتيجة جهد جماعي منظم.
والابتكار تغير يمكن أن يحدث في جوانب تقنية (تقنيات جديدة لخلق المنتجات والخدمات) أو جوانب إنتاجية (تعديلات وإيجاد منتجات أو تطوير خطوط المنتج الجديد)، أو جوانب إدارية (تغير في الهياكل التنظيمية الأهداف، الأنظمة)، أو جوانب شخصية (تغييرات في القدرات، في القيادة للأفراد، الاتصال، حل المشكلات، المهارات).
والابتكارات التنظيمية هي « منتجات جديدة، طرق إنتاج جديدة، مصادر تموين جيدة، استكشاف السوق الجديدة، طرق جيدة للتنظيم العمل» ومنه نستخلص أن الابتكار في المنظمات يعني التجديد الجذري والتحسيني للمنتجات وطرق إنتاجها.
ويعرف الابتكار في المنظمات بأنه « تقديم منتج جديد على شكل سلعة أو خدمة أو التجديد في عملية الإنتاج أو توزيع هذه السلعة أو الخدمة»، ونستخلص من خلال هذا التعريف أنه اشتمل على مختلف نشاطات المنظمة واشترط تقديم منتجات جديدة , فالابتكار في المنظمات يعني طرح منتجات وطرق إنتاج جديدة، أو فتح أسواق جديدة وتطوير موارد جديدة، وإيجاد أشكال تنظيمية جديدة في الصناعة. والمقصود به هنا أن الابتكار يدخل في صلب التطور الاقتصادي، وإنه يحتاج إلى عملية تغيير جذري.
ومنه نستخلص
ان الابتكار في المنظمات هو« عملية التغيير والابتكار والهدم الخلاق في طرق عمل الإدارة، تماشياً مع المستجدات التقنية والتكنولوجية الهادفة إلى خلق إضافات بناء على المعرفة المتجددة للزبون»، وبالتالي فالابتكار في المنظمات يظهر في شكل ابتكارات إدارية, أو تقنية، أو إضافية داخل المنظمة(عزاوي وعجيلة، 489:2004)
ويمكن القول إجمالاً
إن الابتكارات الهادفة تقوم على الجدية، كما أن قيام المنظمات الابتكارية على مبادئ تتماشى مع عصر المعرفة والابتكار وبقاء المنظمات في ظل المنافسة الشديدة، بالإضافة إلى أن جل المنظمات تتمتع بخصائص أهلتها للبقاء والاستمرار، وقيامها على الفعل والتجربة والقرب من الزبائن لتلبية حاجاتها مع منح الحرية التامة للعاملين لذا يساهم الابتكار في المنظمات في إدخال مفاهيم جديدة تعمل على تحسين البيئة الداخلية وأداء المنظمة، ويساعد هذا في أن يظل الابتكار المصدر المتجدد للميزة التنافسية في المنظمات الرائدة ليظل الابتكار ضرورة لابد منها ومصدراً قوياً ومتجدداً حاضراً ومستقبلاً.
أشكال الابتكار في المنظمات:
بصفة عامة قد تأخذ الابتكارات ثلاث أشكال هي حسب (الجياشي، 71:2003):
· الابتكار في الإدارة وهي كل المنظمة (Administration Innovation).
· الابتكار التقني (Technology Innovation).
· الابتكار الإضافي (Ancillary Innovation).
1- الابتكار الإداري (Administrative Innovation):
وقد عرف الابتكار الإداري بأنه « التوصل إلى المفاهيم الجديدة القابلة للتحويل إلى سياسات وتنظيمات وطرق تساهم في تطور الأداء في المنظمة»، ونلاحظ أن هذا المفهوم لم يقتصر على الابتكار الإداري بل تعداه ليوضح مدى مساهمته في تطوير عملية الابتكار وتنظيمه وإجراءات نقل الأفكار الجديدة إلى منتجات، ومن ثم الإبداع في إنشاء الأسواق الجديدة(وست,7:2008).
ولا يقتصر الابتكار الإداري على التغييرات التي تجري داخل المنظمة بل إلى أبعد من ذلك إلى البيئة المحيطة بالمنظمة، ذلك أن المنظمة تعمل في بيئة متسارعة، فنظام المنظمة يدعى بالنظام لمفتوح، كما أن دور الإفراد والمنظمة معاً مهم في عملية الابتكار. إن الابتكار الإداري يحدث ضمن النظام الاجتماعي، من خلال الاهتمام بمنظمة الأعمال بصفة عامة والعلاقات بصفة خاصة، والعلاقات بين الأعضاء التنظيميين.
وقد اقترن الابتكار الإداري بالابتكار التقني من خلال تعريف الابتكار الإداري على انه « ابتكار في الأداء والسلوك الإداري كما أنه ابتكار تقنيات جديدة وطرائق تدريب حديثة وابتكار الحلول الفريدة لبعض المشكلات الإنسانية والمادية».(Edquist ,9:2007)
إن الابتكار الإداري يشمل على التغيرات في الهيكل التنظيمي، وتصميم الأعمال، وعمليات المنظمة، سياسات واستراتيجيات جديدة، ونظم رقابة جديدة،...وغيرها( حريم، حسين,346:2004).
ويدعم هذا التعريف بأن الابتكار الإداري هو« الإتيان بالجديد بكل ما يتجاوز الطريقة الواحدة إلى الطرق المتعددة التي تعني إن الفاعلية الإدارية لها أكثر من طريقة لتحقيق الأهداف الإدارية بكفاءة عالية» والدليل على ذلك أن بعض الطرق لم توجد حتى الآن ولا يزال على المبتكرين الوصول إليها، بما يتجاوز أية طريقة سابقة سواء في الفاعلية أو في الكفاءة, والمهم ليس في الابتكار الماضي أو الحالي، ولكن الأهم هو كيف يجب أن تدير الابتكار بشكل مستمر(1:2006,Davil, et al).
2- الابتكار التقني (Technology Innovation):
يعرف الابتكار التقني أو التكنولوجي وفقاً لتقرير المجلس الاستشاري المركزي للعلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية بطرائق متعددة، ولكن الابتكار أخذ في هذا التقرير معنى عام مشيراً إلى الخطوات التجارية والصناعية والفنية، التي تقود لتسويق السلع الجديدة والمصنعة، والاستعمال التجاري للتجهيزات والعمليات الفنية الجديدة، وتحدث تغيرات بإدخال التقنية الجديدة للمنظمة المتعلقة بنشاط العمل الرئيس، والتي تتضمن العناصر الأساسية مثل المنتجات الجديدة والخدمات وعناصر جديد في العمليات.
وعرف (Dardess, & Michan,) الابتكار بأنه « تقديم الأفكار الجديدة طرق أدوات في اغلب الأحيان على شكل تقنيات جديدة» (داردس وميتشان ,1:2003).
وأشار(Smeds) بأن « الابتكار يخلق ثروة في الاقتصاد الوطني، قاصد بذلك الابتكار التقني الذي عرفه على أنه ابتكار يشمل فكرة جديدة، وهي تطبيق يظهر إما في منتج جديد أو عملية، أو خدمة تؤدي إلى النمو الديناميكي للاقتصاد».(سميدس, 1994: 77-80).
فالسلعة، يمكن النظر إليها على أنه ابتكار وبشكل خاص إذا لاحظها السوق على أنها ابتكارية، وليست المسألة في التغيير التكنولوجي الذي قد يظهر، فإذا لم يلاحظ الزبائن السلعة على أنها جديدة بشكل حقيقي فإنها لا تكون ابتكارية، والعمل لديه وظيفتان شرعيتان هما الابتكار والتسويق(الصرن ,30:2000).
ويلاحظ من خلال التعريفات السابقة
أنها نظرت إلى الابتكار التقني من وجهة نظر تسويقية وربطت العملية بالزبائن، فالمهم ليس هو الابتكار التقني وإنما هو قبول المستهلكين لهذا التغيير اعتبره جديدا وأشاروا إلى أن الابتكار التقني هو إنتاج سلعة في نهاية المطاف ويتم الحكم عليه بأنه ابتكارية من قبل السوق.
3- الابتكار الإضافي (Ancillary Innovation):
وأن الابتكارات تهدف إلى تقديم تحسينات في المنتجات كخدمات إضافية، لتلبية حاجات السوق والاستعانة بقدرات المنظمة في مجال البحث والتطوير والتدريب ، وأن هذا الابتكار يتعلق بالبرامج والخدمات التي تتجاوز النشاطات الوظيفية الأساسية للمنظمة، مثل برامج تنمية الوظائف التعليمية والمكاتب العامة، وبذلك نجد أن هذه الابتكارات تحدث تغيرات في أهداف المهام (دانجتش وآخرين,3:2005).
وخلاصة القول
إن الابتكارات الإضافية لا تقف عند حدود ما وقفت عنده الابتكارات الإدارية في إدخال الجديد على الإدارة، وإلى الابتكارات التقنية التي ركزت على التقنية والجديد فيها، بل إلى أبعد من ذلك كله، وهو يعد مواصلة لذلك من خلال المحافظة على الزبون وضمان تقديم السلع والخدمات بالطريقة الجيدة التي تجعل الزبون راضياً ومتفاعلاً مع المنظمة، وتعتمد عليه المنظمة في الاستفادة مـن آراءهم، والعمل على تقديمها من خلال تجاوز الوظائف التقليدية للإدارة، فكل الخدمات الإضافية هي التي تحدد الميزة التنافسية للمنظمة وتضمن زيادة رأس مالها الزبون.
رائع
ردحذفاشكر الدكتور الفاضل/محمد طاهر صالح على هذا الشرح المبسط والكافي الذي يغني ونكتفي به عن اي مرجع آخر
ردحذفترتبط عملية إعداد الأبحاث العلمية بمجموعة من العناصر التي يلزمها معرفة طريقة تنفيذها وترتيبها بشكل صحيح
ردحذف