اليقظة الإستراتيجية - الأهداف والأنواع Strategic vigilance
اليقظة الإستراتيجية - الأهداف والأنواع Strategic vigilance
تعيش المؤسسات اليوم في ظل محيط عالمي سريع التغيير، شديد الاضطراب يؤثر بشكل كبير على ادائها واستمرارها، وذلك ما يتطلب توفرها على خصائص معينة أهمها المعرفة الجيدة بمحيطها وأداة هذه المعرفة ما يسمى باليقظة الإستراتيجية؛ فاليقظة الإستراتيجية تعتبر عملية للبحث عن المعلومات بطريقة مسبقة حول التطورات التي تحدث في بيئتها بهدف خلق الفرص والتخفيف من المخاطر المرتبطة بعدم التأكد وهذا ما دفع المنظمات إلى زياده الإهتمام باليقظة الاستراتيجية، وبما إن المؤسسات تعمل في بيئة شديدة التغيير والاضطراب فإن أكثر ما تحتاجه هو اليقظة الإستراتيجية، فاليقظة الإستراتيجية أسلوب جديد يمكن المنظمة من مواكبة التطورات والتغيرات الكبيرة ويقوم برصد كل ما يحصل في البيئة من تطورات بما يخدم أهدافها ويضمن استمرارها.
نشأة اليقظة الإستراتيجية
اليقظة تعني حالة الوعي أي عكس النوم، وهذا يعني أن تكون في حالة استعداد لرصد شيء ما قد يحدث من دون أن تعرف ما هو بالضبط، وما يقال عن الإنسان يقال أيضاً على المنظمة، إذ يمكن القول عن منظمة إنها يقظة إذا كانت واعية بما يحصل في محيطها من تطورات وتغيرات وفي استماع للإشارات الصادرة منه، هذا الوعي والاستماع يمكنانها من اتخاذ القرارات والقيام بالأفعال المناسبة بالكيفية والوقت المناسبين.
وعادة ما تستخدم كلمة اليقظة في سياقات مختلفة ولكن فيما يتعلق بمشاركة الفكر، فإنها تحدد بمعنيين مختلفين تماماً هما: إنه يمكن أن تصف اليقظة العلمية والنشاط بأنها نشاط اعلامي، ومن ناحية أخرى يتم استخدام اليقظة للكشف عن المنتج النهائي لتلك العملية.
أصل مصطلح كلمة اليقظة يوناني وهي كلمة مشتقة من كلمة Vigilance والتي تعني الحراسة والمراقبة المحكمة والمنتبهة والمهتمة بشيء ما، واليقظة مصطلح ناتج عن المراقبة بالرادار والذي يعني القيام بالحراسة والمراقبة حرصاً على حماية مكان ما، أو منطقة معينة والحفاظ عليها، واليقظة من مصطلحات الاقتصاد الجزئي، وإذا رجعنا إلى جذور المصطلح فإننا نجد استعمال مصطلحات مثل الذكاء الاقتصادي والذكاء التنافسي من قبل المؤسسات الانجلوسكسونية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ومصطلح الذكاء هنا يعني استعلام المعلومة والتجسس وليس قدرات الفرد كما هو مستعمل في اللغة الفرنسية.
وفي نهاية الثمانينات من القرن الماضي، انتشر مصطلح اليقظة في بعض البلدان كالسويد، المانيا، والولايات المتحدة التي اتخذته كمحرك استراتيجي لتطورها ونجاحها التجاري. والجدير بالذكر ان مصطلح اليقظة حديث النشأة، ظهر ونشأ في ادبيات إدارة الأعمال وفي الأوساط التي تعتني بالمعلومة وتسييرها.
وترجع جذور اليقظة إلى العالمين المختلفين هما: الأنجلوسكسونية والفرنكوفونية، فالأدبيات الأنجلوسكسونية قامت بدراسة مسحية حول مفاهيم متعلقة برقابة المحيط باليقظة والذكاء الاقتصادي تعتبر هذه الأبعاد مختلفة لمفهوم المسح الذي تطور خلال العديد من السنوات ويقابله مصطلح محيط المؤسسة عند الفرنكوفونيين.
مفهوم اليقظة الإستراتيجية
يمكننا هنا في هذه المقالة سرد عدة تعريفات لمفهوم اليقظة الاستراتيجية كما يلي:
تعرَف اليقظة الإستراتيجية بإنها: قيام المنظمة بالمتابعة الذكية والمنظمة لمتغيرات البيئة الخارجية التي تواجهها للحصول على المعرفة والمعلومات الحالية والمستقبلية المتعلقة بجميع الأطراف ذات الصلة بعمل المنظمة.
ويمكن تعريف اليقظة الإستراتيجية إنها: العمل الجماعي المستمر من خلال مجموعة من الأفراد الذين يجمعون ويستخدمون المعلومات طواعية واستباقية بما يتماشى مع التغييرات المحتملة التي قد تحدث في البيئة الخارجية، من أجل خلق فرص عمل وتقليل مخاطر عدم اليقين.
أن اليقظة الإستراتيجية: هي عملية البحث عن المعلومات بشكل مستمر ومستمر، سواء أكانت هذه المعلومات استراتيجية أم اجتماعية أم سياسية أم علمية، تقنيًا أو خاصًا ببيئة المنظمة وكل متغيراتها وفرصها ومخاطرها.
وتُعرف اليقظة الإستراتيجية بإنها: عملية جماعية مستمرة يتم تنفيذها من قبل مجموعة من الأفراد طواعية لتتبع واستخدام المعلومات الاستباقية المتعلقة بالتغييرات التي من المحتمل أن تحدث في البيئة الخارجية للشركة، لخلق فرص عمل وتقليل المخاطر وعدم اليقين بشكل عام، وتشير اليقظة الإستراتيجية إلى الاهتمام والوعي بالأحداث الجارية، والتجارب الداخلية والخارجية، والتدقيق المستمر في التوقعات والرغبة في الابتكار.
اليقظة الإستراتيجية بأنها: عملية مستمرة يتم فيها مراقبة البيئة وتحليلها، ويتم جمع المعلومات باستمرار وتحديد الفرص للاستيلاء عليها والتهديدات لتجنبها وتقليل آثارها.
ويعتقد إن اليقظة الإستراتيجية: هي التفكير الاستراتيجي الاستباقي، والعمل المنظم، وعملية رسمية ومنهجية ومنظمة تتبناها المنظمات عن عمد بوعي كامل لرصد ومراقبة التغيرات المستمرة التي تحدث في البيئة بشكل عام تجنب ومعالجة نقاط الضعف وتقوية ودعم نقاط قوتها، أي: اغتنام الفرص وتقليل التهديدات التي تواجهها المنظمات.
من خلال ما تمت مراجعته يستنتج ان الممارسين والكُتٌاب في هذا المجال لم يتفقوا على تعريف واحد لليقظة الإستراتيجية، فكل منهم حددها حسب اهتماماته وأهدافه، فمنهم من يرى إنَها عملية جماعية.
بينما يرى اخرون بأنها: تنفذ من قبل مجموعة من الأفراد، ومنهم من ذكر إنها عملية تطوعية او حالة طبيعية وهناك من اعتبرها تنظيما رسميا وممنهجا تتبناه المنظمة، ومنهم من ذكر أيضاً إنها تحليل للبيئة الخارجية للمنظمة فقط.
وآخرون يرون بأنها: تحليل للبيئتين الداخلية والخارجية، وهناك من أكد على إنها عملية استباقية وتهتم بالمعلومات المستقبلية، بينما آخرون يرون انها تتعلق بالأحداث الجارية.
لكن أغلب الباحثين اتفقوا في تعريفاتهم على إن اليقظة الإستراتيجية تهتم بجمع المعلومات حول البيئة الخارجية لمعرفة محيط المنظمة والكشف عن الفرص والتهديدات التي تواجهها المنظمة لترشيد وتبصير المنظمة في اتخاذ القرار.
اليقظة الإستراتيجية هي: عملية استباقية رسمية ومستمرة ومنهجية تتبناها المنظمة عن عمد وبوعي كامل، وبشكل جماعي لكل الأفراد للقيام بإدارة وجمع المعلومات عن البيئة الداخلية والخارجية للمنظمة للاستفادة من نقاط القوة واستغلال الفرص، والحد من نقاط الضعف والتهديدات، والحصول على المعرفة والمعلومات الحالية والمستقبلية المتعلقة بجميع الأطراف ذات الصلة بعمل البنك، وذلك لدعم متخذي القرار وترشيدهم في اتخاذ القرارات الحالية والمستقبلية للمنظمة.
أهمية اليقظة الإستراتيجية
أظهرت الكثير من أدبيات علم الإدارة أهمية اليقظة الإستراتيجية بسبب تنامي دورها الإستراتيجي في تحسين قدرة المنظمة على أداء أعمالها بكفاءة،
واليقظة الإستراتيجية تتمثل بالآتي:
- تشخيص أفضل السبل للممارسات التي تخدم المنظمة بما يضمن مواجهة المنافسة في مجال النشاط.
- تحقيق الكفاءة الشاملة لنظام المعلومات الإستراتيجية في المجال التسويقي والتجاري.
- مقارنة أداء المنظمة مع منافسيها ومحاولة تطويره واكسابها ميزة التقييم الموضوعي لموقعها التنافسي الحالي والمستقبلي تجاه المنافسين.
- تصور رؤية واضحة للممارسات الآنية والمستقبلية للمنافسين والتنبؤ بنواياهم وتوجهاتهم.
- تساعد في التحكم في البيانات والمعطيات ورصدها في المستقبل لتسمح باقتناص الفرص الكامنة في المعلومة وتجنب المخاطر التي تحول دون وقوعها.
- تعمل على مساندة عمليات التخطيط الاستراتيجي وعمليات اتخاذ القرار فضلا عن إعادة التنظيم من أجل مواجهة التحديات التنافسية من أجل موقع تنافسي أفضل.
أهداف اليقظة الإستراتيجية.
تسعى اليقظة الإستراتيجية في البنوك لتحقيق الأهداف التالية:
- التنبؤ بالفرص وحسن استغلالها وتجنب التهديدات وأثارها.
- تشخيص وتحديد أفضل الممارسات التي تخدم المؤسسات واستراتيجيتها، وتضمن لها مواجهة المنافسة في مجال النشاط.تحليل البيئة العلمية، التقنية، التكنولوجية للمؤسسة.
- مقارنة أداء المؤسسة مع منافسيها، ومحاولة تطويرها وإكسابها ميزة تنافسية.
- تحقيق رؤية واضحة للأعمال والممارسات الحالية والمرتقبة للمنافسين، والتنبؤ بنواياهم وتوجهاتهم.
- إختيار المشروع المناسب في قطاع النشاط الملائم والسوق المناسب.
- تحقيق مستوى عال لمعالجة المعلومات ويمكن أن يختلف حسب الاوضاع والحالات وتوفير المعلومة الأولية الخام، والمعلومة الدقيقة بعد معالجتها، ووضعها في منظور خاص للمساعدة على اتخاذ القرار.
- رفع أرباحها بزيادة حجم مبيعاتها، تطوير منتجاتها وتحسين جودتها، التغلغل في أسواق جديدة لكسب زبائن جدد وضمان توسيع حصتها السوقية.
- تحقيق الكفاءة الشاملة لنظام المعلومات الاستراتيجي في المجال التسويقي والتجاري.
أنواع اليقظة الإستراتيجية.
تقسم اليقظة الإستراتيجية حسب الحالات الزمنية إلى أربعة أنواع وهي:
1- اليقظة الدائمة: هي اليقظة التي تكون في كل وقت، وتعمل بمثابة رادار وتسمح بالتقاط الإشارات الضعيفة ومعلومات الإنذار في البيئة.
2- اليقظة الدورية: هي رصد منتظم للهدف، تختلف حسب الهدف ودورية مصادر المعلومات، وتظهر المعلومات المرجوة منها في التقارير، الدراسات، المجلات، المنشورات المتخصصة.
3- اليقظة الموسمية: هي مراقبة المنظمة للموقع المستهدف، وفي هذه الحالة تكون المؤسسة قد حددت الهدف الواجب مراقبته دوما.
4- اليقظة المضبوطة (الدقيقة): هي مراقبة وتحليل الهدف في وقت معين ضمن سياق معين.